فتاة ألمانية تصدر كتابا عن السودان بإسم “الرمال في عيوني”

 أينو ناغي فتاة ألمانية جاءت الي السودان قبل سبع سنوات للعمل في مجال المنظمات الطوعية في منطقة كردفان، تداخلت مع الناس وتعرفت علي الثقافات والعادات والتقاليد فوقع في قلبها حب المكان،وبساطة الناس وعندما حان أوان رحيلها بأنتهاء فترة عملها قررت أن تبقي لتؤدي عملا نوعيا مغايرا من أجل الناس. سلخت أينو ناغي من عمرها خمس سنوات جابت فيها بوادي كردفان، علي ظهر الجمال والسيارات والدراجات البخارية، جلست مع النساء في التكل تلفها غلالات الطلح والشاف وعجين العواسة، ورافقت أهل المدر في ترحالهم وهم ينشدون الدوبيت، ودخلت بيوت النظار وأستنطقت الحبوبات والمغنيات ونجوم المجتمع. وخرجت بعد سنوات من العمل المضني والمرهق بسفر رائع أطلقت عليه أسم (الرمال في عيوني)، وهو كتاب في التوثيق الثقافي لإنسان كردفان في جميع مناشط حياته الإجتماعية والدينية والثقافية والإقتصادية والفنية، وتضمن الكتاب مئات الصور الناطقة وزينته بالأمثال والمقولات التقليدية المتداولة وهي مخزون ومستودع الحكمة الشعبية في بلادنا. وهذا التوثيق الثقافي لإنسان كردفان عمل غير مسبوق،خاصة ترجمة الأمثال الشعبية الي اللغة الإنجليزية وأختارت ناغي كردفان بأعتبارها رمزا حيا لكل تفاعلات وتقاطعات ثقافة أهل السودان. وقالت أنها تريد أن تنظر الي السودان من خلال إنسان كردفان وهي تجسيد للمقولة الشعبية (كردفان صرة البلد). بعد ثلاثة أسابيع سينطلق تدشين هذا المعرض الهام في المدن الأروبية المختلفة ونال متحف المصريات بمدينة ميونخ شرف استضافته وعرضه للعالم للمرة الأولي. صدر آخر كتاب توثيقي صوري عن السودان عام 2007 بإشراف السفير الأمريكي السابق تثيموني كارني وزوجته فيكي، وقدمه الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر، وطغت عليه روح التفاؤل بالسودان الجديد بعد توقيع إتفاقية السلام الشامل، ولكن أينو ناغي تقدم سودانا مختلفا أساسه إنسان كردفان وتمثلات حياته الثرية والمتنوعة، وقد ترجمت أحد أمثاله (الأداك المرة أداك البيت)، وفي ذلك توثيق عميق لمستودع الحكمة الشعبية الشفاهية.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

error: Content is protected !!