اُسلوب السيطرة علي الآخر في علم النفس

في عالم البرمجة اللغوية العصبية توجد  قاعدة ذهبية (من يضع الاطار يتحكم في النتيجة).
وهي ما تثبت خفايا (علم نفس الرسائل.)
مثال بسيط:
عندما تزور صديقا لك في بيته ويسألك: تشرب شاي أو قهوة ؟
فإنه يستحيل أن يخطر ببالك أن تطلب عصيرا، مثلاً.
وهذا الوضع يسمى:(اسلوب الإطار)
فقد جعل عقلك ينحصر في اختيارات محددة فرضت عليك لا إراديآ ومنعت عقلك من البحث عن جميع الاختيارات المتاحة. بعضنا يمارس ذلك بدون إدراك والبعض الاخر بهندسة وذكاء.
والقوة الحقيقية عندما نمارس هذا الأسلوب بقصد وعندما أجعلك تختار ما أريد أنا بدون أن تشعر.
تقول أم لطفلها:
ما رأيك هل تذهب للفراش الساعة الثامنة أم التاسعة؟
سوف يختار الطفل الساعة التاسعة وهو ما تريده الأم مسبقاً دون أن يشعر أنه مجبر لفعل ذلك بل يشعر أنه قام بالاختيار ونفس الأسلوب يستخدم في السياسة والإعلام.
ففي حادث تحطم طائرة تجسس أمريكية في الأجواء الصينية وبعد توتر العلاقات بين البلدين، خرج الرئيس الأمريكي وقال:
إن الإدارة الأمريكية تستنكر تأخر الصين في تسليم الطائرة الأمريكية
جاء الرد قاسي من الإدارة الصينية بأنهم سوف يقومون بتفتيش الطائرة للبحث عن أجهزة تصنت قبل تسليمها، حقيقة إن القضية هي هل (تسلم) الصين الطائرة لأمريكا أم لا؟ ولكن الخطاب الأمريكي جعل القضية هي (التأخر)، لماذا تأخرتم، فجاء الرد الصيني أنهم قبل التسليم سوف يتم تفتيشها وهذه موافقة مضمنه على تسليم الطائرة لكن متى (أراد) الصينيون ذلك.
وفي حرب العراق الأخيرة قامت وسائل الإعلام بتعبئة الطرفين على أن المعركة الحاسمة هي(معركة المطار)، فأصبحت جميع وحدات القوات المسلحة العراقية تترقب هذه المعركة وعندما سقط المطار، شعر الجميع أن العراق كله سقط وماتت الروح المعنوية.
والآن تلعب وسائل الإعلام نفس اللعبة في مجتمعاتنا المنهكة بالجهل وإنعدام الوعي.
هذا أسلوب واحد من عدد كبير من الأساليب التي تجعلك لا ترى إلا (ما أريد أنا)، وهو أسلوب قوي في (قيادة الآخرين) و(الرأي العام) من خلال وضع (خيارات وهمية) (تقيد) تفكير الطرف الأخر.
وهكذا الإعلام دائماً ما يضع الحدث في (إطار) يدعم به القضية التي يريدها.
لذا عليك أن تتعرف (الأطر) التي تقودك في هذه الحياة، من خلال ما تقوله لنفسك.
فعندما تقول: أنا (لا استطيع) فإنك وضعت نفسك في (إطار) مغلق، وهذا (الإطار) لن تخرج منه وستسجن فيه ولن ترى أي فرصه تجعلك تستطيع أبداً.
وعندما تقول: أنا تعيس سوف لن ترى أي طريق يؤدي إلى السعادة.
انتبه لكل سؤال يقال لك أو خبر أو معلومة تصلك، فإنه قد يسلبك عقلك وقرارك وقناعاتك وسوف يقيدك، فالكثير من المذيعين مثلا يضع ضيفه في الزاوية والصف الذي يريده.
وأخطر من ذلك، إطار التوقعات أو ما يعرف ب(الافتراض المسبق) وهو ماتقوله لنفسك قبل البدء بالعمل أو المشروع.
الأحكام المسبقة قد تدمرك وتعيق كل خطواتك، كأن تقول لنفسك مثلآ: أنا أعرف أن هذا الموضوع سيفشل، هذا (إطار) يجعلك لا ترى إلا ما يساعدك على (الفشل) فتصبح قدرتك على ملاحظة ما يدمر حياتك عالية جداً.
الاعتقادات أقوى ما يقيد الناس، كل اعتقاد مسبق هو (قيد) وهذه الاعتقادات قد أصبحت عند البعض من العادات، فلا يستطيع صاحبها أن يتحرر من هذه القيود بسهولة.
كلما زاد وعي الإنسان ومعرفته، استطاع أن يخرج من هذه (الأطر) والقيود وهذه (الأطر) هي لعبة (الإعلام) و(السياسة) و(الخطباء) و(الكتاب) لكي يقودونك إلى مايريدون هم، لا إلى ماتريد أنت.
توقف الآن وفورآ وتأمل واصنع الإطار المناسب لك لا القيد.
وفى الختام تذكر دائما ان (من يضع الإطار فإنه يتحكم في النتائج.) كن ذكيا قائدا لا منقادا.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

error: Content is protected !!